الفصل السابع
اليوم السادس والسابع
لم يحدث الكثير تلك اليومين.. اليوم السادس كنت أضحك مع الدكتورة لميا حول الأدب.. كانت تقول لي إكتب فيني قصيدة وقل كلاماً معسولاً أفرح به.. فبينت لها أن الشاعر ربما مرتبط إرتباط مباشر مع الحروف وترتيبها لكن لا يكون كذلك.. إنما يحتاج طقوس معيَّنة ليمارس أدبياته بإحتراف كضوء الشموع ورائحة أحبها وموسيقى من إختياري وصفاء ذهني لتأخذني لأجواء الأدب.. تفاجأت وقالت قل أي شئ حتى وإن كان كذباً.. أوصف جمال عيناي ولونهما الأخضر أو الأزرق وأوبل الكذب عن رشاقتي وجمالي وشعري الأشقر.. وأوصف جمال طولي المشرق, ضحكنا سوياً وعلمت منها أن تلك الأوصاف يتحلى بها أخواتها.
اما في حصَّة اليوم السابع.. قالت بأنها لم تكن تصدق أنني كما قلت لها سابقاً أستطيع السير إن أردت ولكني لا أريد, كنا نتحدث ذلك اليوم عن الإنتماء.. فأخبرتها أن من أكبر النعم التي أنعم الله عليَّ بها أن جعلني بجنسيَّة هذا الوطن ولكنني لا أفتخر بذلك مطلقاً لأن الإفتخار لا أراه مكاناً للوطن ولا حتى بذرة.. فقالت بأنها أوَّل مرة تقابل شخص لا يفتخر بوطنيَّته لإنتمائه لوطنك.. فكررت حديثي بأن كوني من هذا الوطن هذه من أكبر النعم فقط, لقد كنت في اليوم السابع أحترق شوقاً لغرفتي بكل ما تحوي.. حتى أخذي للعلاجات هناك.. وبلغني خبر أنني سأعود باكراً ذلك اليوم.