.

Old_guitarist_chicago.

.

أنعم الله عي بحواس كلما كبرت يوم أفتقدها أكثر.. كنت أملكها لمدة ثمانية عشر عام,

لا زلت أملكها لكن بنسبة أقل.. بكثير…!!

يوماً ما:

كنت عازف قيثارة كلاسيكيَّة..

كانت الحياة حينها أنا وسريري.. وقيثارتي.. 

كانت يداي لا تمل من عزف الألحان التي كنت أعبر من خلالها عن مشاعري المرهفة..

كنت أتحدث بها إلى القمر ليلة منتصف الشهر..

كانت بالكاد هي حياتي بين السحب.. والآن.. لا يسعنى سوى أن أشكر الله أن سمح لي بالوصول لتلك النقطة التي كنت أتحدث بالقيثارة وأعبر عن مشاعري وألملم أشلاء أحاسيسي المبعثرة هنا وهناك, إن ما يسمعه العازف عند عزفه مختلف تماماً عن ما يسمعه المستمعون.. بالموسيقى يتحدث العازف عن أحاسيس روحيَّة لا يفهمها عامة الناس.

 

~~~

يوماً ما:

ذهبتُ لأخي الذي أثق به وأخبرته عن هوسي بالشعر.. كان قبل أن أتعلم أي شئ عن الشِعر.. وأخبرته بأن الكلمات ترتب بعضها لتصنع عبارات فائقة الروعة.. فأخبرني أن الشاعر الحقيقي هو الذي تسطف كلماته لتُنتِج قصيده, عرفت حينها بأنني شاعر حقيقي وسعدت بذلك جدا.. وشئاً فشياً تعلمت قواعد وشروط وأساسيات كتابة قصيدة من شعراء تمنيت أن تستمر علاقتي بهم..

إن الشاعر لا يمكن أن تمر ثانية دون أن يخطر بباله كلمات تعبر عن حاله لكن بكلمات وصفها الوحيد أنها لا توصف…

~~~

يوماً ما:

كنت أستطيع أن أخط خط من أي نقطة لأي إتجاه دون أن ينحني..

كنت أستطيع مزج ألوان تبدو للعين المجردة وقفة للذات لها معاني وتأثيرات قد تغير مجرى الحياة..

الآن أجد شقاء في كابة إسمي.. ووجود طقوسي لأرسم أعتقد أنها بُتِرت…

~~~

يوماً ما:

كان القلم لا يفارقني.. ولا أجد حلاوة في الحياة إلا به مع ورقة بيضاء… 

أرسم.. أكتب أشعار.. أكتب نوته موسيقيَّه.. 

كنت أحبه جدا.. لأن وفائه كان كما لم أجده في أحد من البشر..

~~~

يوماً ما:

كان عقلي لا يهوى سوى العلم.. الإنجاز.. العطاء.. الإنتاج.. وكل ما يضيف لرصيد الإنسان وليس عليه…

كانت أفكاري لا إرادياً لا ترضى إلا ببرائة إختراع فكري.. 

كل فكرة كانت تغلب الفكرة التي تسبقها إلى صباح لم تشرق شمسه إلا في سمائي..

~~~

اليوم:

ولا أعلم لماذا ولا يعلم لماذا إلا الله..

أصبح جسدي لا تنطبق عليه قوانين الكائن البشري الطبيعي..

التفائل.. الإيجابيَّة.. العطاء.. البقاء.. الإنجاز.. الإنتاج.. معانٍ كل ما طرقت بابي يطردها جسدي وكأنها هي التي أودت به إلا النخاع…

وأصبحت روحي وكأنها لم تُخلق..

أرى مخرجاً لحالي الذي تبلَّد لكن كالسراب.. أراه كل آن.. وفي كل مكان.. لكن لا أستطيع الإقتراب منه…!! 

اترك تعليقاً