قِمَّةْ جَبَلْ إِيِفْرِسْتْ…!!

إِيِفْرِسْتْ

 

في البداية.. كنت أريد الوصول إليها بأي شكل من الأشكال.. كنت أتعلم أمراً جديد كل يوم من مصدر مختلف, وعندما أتعلم كل أمر.. كنت أصل لنقطة أعلى.. لم يكن ذلك سهلاً أبداً بكل المقاييس.. بالنسبة لي كان بمثابة دفعة أقوى من التي قبلها لإكمال الصعود للوصول لأعلى نقطة, لقد حاربت حرباً ضروساً للوصول.. كنت أعتقد بأنني عندما أصل هناك سأكون حققت ما يُخوِّلني للعيش بحرية أكثر من أي إنسان.. لم يكن الصعود بالنسبة لي صعباً لأنني كنت في كل مرة أصل لنقطة أعلى كنت أحقق ذلك وأجتاز بمرتبة الشرف ضارباً بكل العقبات عرض الحائط.. وتهميشي لكل عقبة أصعب ساعدني كثيراً للوصول.

 

لم يكن يهمني شئ في الحياة سوى رغبتي في الوصول.. برغم أنني خضت مشقةً أعتقد لم يواجهها أحدٌ سواي لأنني عشت ظروف الفقراء الذين ليس لهم مأوى لا ينامون إلَّا في الشارع.. وعشت ظروف الفقراء الذين ليس لديهم شئ يشترون به طعام.. وعشت ظروف اليتامى الذي ليس لوجودهم أي سند.. وعشت حياة الفتاة المسجونة ظُلماً ومشاعرها تقتلها كل يوم بكاءاً على حالها.. وعشت حياة البائسون الذين يحيون حياتهم فقط على أمل الموت في أقرب لحظة.. وعشت حياة الذين يعيشون على خط الفقر ليس لهواياتهم أي معنى سوى الإنتظار في محطة رمتهم الحياة لها ولا يحق لهم إلا التنفس للبقاء مغبونين.. مواهبهم الخضوع إجباراً لعدم الإلتفات لأنفسهم لأنهم مهمشين ويبحثون عن أي صدىً لصوتهم.. لقد عشت حياة المشتاقين لسماع صوتهم لأن أحداً لم يتحدث إليهم.. حياتي لم تكن إلَّا حرباً وليس أمامي إلَّا خيارين.. أخسر أو أخسر !!

 

لقد حاربت كل تلك المتاعب بالإضافة إلى متاعب الصعود.. ووصلت أخيراً.. وليتني لم أصل.. لأنني لم أجد أي شئ هناك يدعو للبقاء في هذه الدنيا.. كنت أعتقد أن الوصول هناك سيقودني لا محالة لمرحلة لم أخضها من قبل.. وهي مرحلة الإستقرار.. أكثر أمر حاربت لتحقيقه في حياتي.. للأسف ولم أجد حتى بواقي قشة ثمرة أتعلق بها لأجد الإستقرار.. في كل مرحلة كنت أتصبَّر لأنني متأكد بأني سأجد الإستقرار في المرحلة التالية.

 

 

للأسف لم أستفد عند الوصول إلا دروس الصعود التعيسة.. علموني خلال الصعود بأنني سأجد كل شئ على القمة.. كل مرة لم يكن أمامي إلا أن أصدقهم بأمل يملئ الدنيا بكل أراضيها وسماواتها.. كنت أعتقدهم حقَّاً ولاة أمري.. كانت لهم كل الأحقية في السُلطة على ذاتي.. كانت فِطرتي حينها حيَّة قبل أن..

 

كانت فطرتي حيَّة وضاربت وحاربت بكل سواعدي لأبقيها حيَّة.. بعد وصولي للقمَّة ومعرفة أن كل ما بذلته من مجهود في سبيل الوصول ليس إلَّا خرافة سُذَّجْ غرتهم الحياة وإعتقدوا بأنهم أكفَّاء لممارسة الحياة بما وهبهم الله وأخذتهم العزَّة بالإثم وكانوا واثقين من أفكار غبيَّة.. ويؤمنون بمذاهب جاهلة.. ومتأكدين من معتقدات تحكمها العادة.. فكنت متأكداً من ما أقوم به لأني ورثته مِن مَن كانوا سبب وجودي في الدنيا بعد مشيئة الله.

 

رحلتي للوصول إلى هناك تعلمت فيها كل شئ.. وبعد الوصول صُعِقت بأن كل ما تعلمته من كلِّ راعٍ هو القيام بعكس ما  علموني إيَّاه تماماً.. قادني ذلك إلى تناقض لا يُصدَّق في حياتي إلى اليوم, على سبيل المثال أحد الدروس التي للأسف تعلمتها من عائلتي.. مجتمعي.. ومدرستي أن من الأدب والخلق الحسن قبل الدخول لأي غرفة إلَّا عند طرق الباب ثلاثُ طرقات تمهيدا لدخولي بأدب وليكون الموجود بداخل الغرفة على علم بدخولي بعد التمهيد بأدب.. بأدب.. بأدب…!! لكني تفاجأت بتصرفات قِمَّة في الجهل.. فدخولهم بدون طرق الباب بهدوء وفتح الباب يكون بقوة وسرعة لا تطاق وكأن الدخول مداهمة للقبض على مجرم.. رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام علم (( المسلمين )) أن علامَ يُروِّع المسلم أخاه.. أخاه.. أخاه, آهٍ يا رسول الله لو ترى كيف أخلاق المسلمين من بعدك.. أبعد ما تكون عن الأدب.. الأدب ليس فقط في دخول غرفة.. دخول الغرفة كان مثال لكل تصرفاتهم في كل شئ بسيط كان أو غير ذلك,

~ للأسف شخصيتي حساسة مذ وُلِدت.. وحساسة لأبعد مدى يعرفه الوجود.. أنا أعيش في زمن غير زماني وكل تحاليل شخصيتي تقول ذلك.. نعم أنا مواكب للعصر وثقافاته.. لكن الهم يقتل مشاعري كل ثانية لأن مشاعري تعيش في عصرٍ قد مضى.. عصر فات.. وإنتهت صلاحيته.. لكن يجب ليس عليَّ فقط أن أبقى فيه بل على كل المسلمين.. لأنه عصر كانت الأمَّة فيه قدوتها سيد القوم وعظيمهم.. برغم أن الله أوحى إليه من العلم ما أوحى.. وكان يعرف ما سيحدث لأمَّته من هلاك بدليل الأحاديث المنقولة عنه.. لكنه كان دائماً يطلب من الله الغفران لنا وهو لا يعرفنا.. هذا هو الخلق الحسن.. رحمك الله يا خاتم الأنبياء وصلى الله عليك وسلم تسلينا يا حبيبنا وحبيب الله.

 

~ جُنَّ جنوني من خلف الستار.. فأنا أمامك شخص واعي وأنعم الله عليَّ بنعم لا تُعد ولا تُحصى.. اللهم لك الحمد والشكر.. أعيش في هذا المكان غريب.. عالمي الحقيقي ولَّى مع محمد عليه الصلاة والسلام.. هناك أعيش.. حيث لا يوجد إلَّا بواقي أشياء أتصبَّر بها, اللهم أعِنِّيْ على البقاء والثبات على دينك فعدد لا يحصى من الأديان والمذاهب اليوم.. اللهم أقم الساعة لينتهي هذا العهد المالي.

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

اترك تعليقاً