سؤال لا أعلم حقيقةً أجيب عنه لمن.. ربما لأحد لا أعرفه وربما للا أحد, عشت طوال حياتي بشخصية واحدة أحيانا تختلف القناعات والآراء والمظاهر والثقافات والأفكار والحسابات الشخصية في مواقع التواصل كما يختلف البريد الالكتروني الخاص بي وارقام الاتصال بي.
ان التغيرات ليس هي دور أحب لعبه في الحياة, ان هذه التحولات التي اتنقل بينها بإرادتي واختياري وبشخصيات اخترت صفاتها كيفما اريد ماهي الا محاولات للانسلاخ من نفسي.. للتجرد من نفسي.. للانجلاء عن نفسي للتبرأ من نفسي التي اكرهها كرها لا يضاهيه كره بدر مني على الاقل, ان كرهي لذاتي ونفسي وجسدي وروحي كرها بلغ نقطة الكره الجوهري الذي تفوق مرحلته كل مراحل الحياة في كل المجالات, فلا يقارن كرهي بمرحلة أعلى درجة من حبي للقيثارة الكلاسيكية.. أو حبي للقلم.. أو حتى القهوة مع سيجارة, ان لبسي ثياب مختلفة بشخصيات عديدة هو لأنني أريد أن أتحدث, أخرج كل قهري بالسباب والشتائم أعنفها وأقذرها.. لكن لا أريد أن يكون ذلك بإسمي المعروف به لأنني لست ذلك الذي يستطيع التعبير عن مكنوناته بكل حرية وأريحية.. فأنا مسجون في زنزانة داخل زنزانة الحياة.
لكن يبقى هناك شيءٌ من حبي لنفسي محتفظ به لحين لا أعرف متى سيقع أو حتى ان كان سيقع في حياتي ام لا.. على كل حال انا لا زلت محتفظ ببواقي من حبي لنفسي لكي لا اكون ظالماً اكثر, على كل حال يمكنك اعتبار ذلك الحين مجرد وهم او خرافة.. انا لا اراه سراب لأنني لا أحب السراب اما أن أرى بوضوح أو لا أرى, السبيل الوحيد الذي قد يغسلني تماما من هالة الكره والشؤم هذه هو وقوع ذلك الحين, وبالمناسبه انا لا ابحث عنه ولا انتظره.. انا اذكره فقط لكي لا يبقى في سريرتي.
ان كرهي لنفسي ليس مقتصرا على نفسٍ واحدة.. فأنا باطنيّاً أكره الناس قاطبتاً, وسيبقى يتفاقم ذلك الكره الحالك قائماً مادمت انساناً, اي الى ثواني ما قبل الاحتضار سيتغير كل شيء ان كنت بوعيي آنذاك.