الفصل الثالث
اليوم الثاني
بدأت أستوعب أكثر.. وذاكرتي عادت وأصبح إستيعابها 22%, بمجرد زيارة أي ممرض أو ممرضة أطلبهم بأن يرفعوا درجة برودة المكيف ويقومون بذلك.. وفي كل مرة يتكرر نفس الحوار قبل أن يبدأ الممرض أو الممرضه بالقيام بأي عمل:
أنا: Please make the AC cooler
الممرضين: It's the highest degree cooler
أنا: Sorry but my blood is hot.. so i always need cold weather
الممرضي: No problim sir
أمي كانت دائماً تخفض درجة برودة التكييف.. كما يحدث فالمنزل دائماً, حتى أنها لم تتحمل درجة برودة الغرفة وعادت إلى المنزل بعد ثاني ليلة.. لكن أحمد الله على أنها أمي.. لأنها تحملت الكثير من أجلي ولا زالت.
في اليوم الثاني جائني الدكتور صالح دكتور الباطنة وفحصني وتناقشنا بإختصار عن العلاجات التي وصفها لي دكتور مستشفى الحرس الوطني وما أنا بحاجه له والذي لا بأس بإيقافه وأضاف لي بعض العلاجات وطلب أشعة القفص الصدري وجاء كذلك الدكتور عبدالله دكتور العلاج الطبيعي وجاء كذلك دكتور ثالث لا يمكنني تذكر إسمه, لا يزال الممرضين والممرضات يأتون كل ساعتين أو ثلاثة يقيسون الضغط ونبضات القلب ونسبة الأكسوجين ويضعون غيارات جديدة ويسألونني ما إن كنت أريد شئ, قيامهم بذلك يتطلب 20 – 25 دقيقة وخلال قيامهم بذلك كنا نتحدث.. لم أكن مستعداً للحديث بشكل أخوي معهم فذلك اليوم كنت فقط أأكد معرفتي للعلاجات التي أتناولها يومياً ولمدة كم يوم والعلاجات المتصلة بجسدي وما فائدتها ولماذا الأكسوجين دائما على وجهي إما بكمامات تغطي الأنف والفم معاً أو لي منتهي بوصلة للأنف فقط لأستطيع الأكل والشرب.. وما هذا الجهاز المعلق بإصبعي دائما وما فائدته وماهي البيانات التي تظهرها الشاشة على يساري ؟ كانت الوصفه الأخيرة للعلاجات:
# ITALOPRAM 20mg
حبة ونصف بالفم بعد الفطور مره واحده يومياً لمدة ثلاثة أشهر.
# BACLOFEN 10MG
حبة بالفم مرتين يومياً مع الأكل لمدة ستة أشهر, هذا الدواء قد يسبب النعاس.
# CALCIUM CARB 1500MG=600MG CA++ TAB
حبة واحدة يومياً بعد الأكل لمدة ستة أشهر.
# Acetylcystein 600 mg
حبة فوارة على 1/2 كوب ماء بعد الفطور.
# MOVICOL
بودرة تخلط مع 125ml من الماء ثم تشرب, مرة أو مرتين يومياً حسب الحاجة.
# Nexium 20mg
كبسولة قبل الفطور.
# VESICARE 5 mg
حبة قبل النوم.
# REMERON 30 mg
حبة قبل النوم.
كانوا يعطونني علاجات لا أعرفها لكني كنت متقبل أي أمر.. وكأن فوق قيدي تقيدت أكثر, في اليوم الثاني لم يحدث الكثير وأقولها كشخص لم يكن بكامل وعيه آنذاك.. كل ما أنا متأكد منه أنني كنت أتأكد من آلية عمل كل شئ.. وعند زيارة الأطباء أوافق على كل شئ ليس لإقتناعي.. بل لأنهي حوارنا بسياسة ترضي الجميع, للأسف كان شئ من أفكاري لازال متمسكا بفكرة إنهاء حياتي.
زارني خالاتي وخالي ذلك اليوم وجلسوا معي في الغرفة.. كانوا يجلسون أمامي ويحكي كلٌ منهم قصته الطريفة مع الحشرات وردود أفعالهم في مواقف خارجة عن إرادتهم أن تكون, بعد كل قصة أسمعها كان لدي قصة طريفة أقصها لكن لم تتاح لي فرصة التحدث بحكم أنني مريض على سرير المرضى ولا أعتقد أنهم يعلمون عني سوى أنني مريض يريدون إضحاكه ويرفهون عنه.. هكذا حياتي منذ عشر سنوات.. ليس لوجودي ملامح تعكس أي إحتياج, لقد جلسوا بالغرفة وتحاكو وجعلوني أبتسم ورحلوا.. كنت كأيامي الخوالي.. بصْمَتي لم تترك أثر يعكس حاجتي لردة فعل عاطفية.. حب.. عطاء.. شفقة.. حنان.. رحمة.
لقد عرفت الآن أهم ما كنت أريد معرفته..
الرقم 112 يشير إلى نبضات قلبي.. والرقم 94 يشير إلى نسبة الأكسوجين في جسدي.. والخطوط الزرقاء المتعرجة تشير إلى نبضات قلبي.