You are currently viewing رواية شئ% – الفصل الأول

رواية شئ% – الفصل الأول

الفصل الأول

عرض الحائط

 

 

عرض الحائط..

 

5145615615_9f7cc9906a_b

 

وأنا في المشفى على سرير في غرفة تحت المراقبة لحالتي الصحيّة, لم يخطر ببالي إلا موقف واحد.. عندما أحاول إستذكاره لا أرى بين أفكاري سوى لون أحمر ممزوج بلون أصفر.. ورؤية يغلب وضوحها ضباب ممزوج بسراب.. ومنظر موظف نشيط يتأكد من عدم قيامي من السرير ليستطيع إكمال الخطة الخبيثة التي رسموا لها بعناية يستهدفوني لأمر لا أعرفه لكني متأكد بأني أملكه وآخر يجلس على مكتب خدمة العملاء.. وصوت شخص أشك بأنه "أحمد".. يعلمني درس في الحياة نقلني نقلة لم تترك بقعة بين خواطري إلا وصححتها بعد أن حدثني عن أبناءه وأن إبنه "عبدالرحمن" متعب جداً ولا يُرضيه شئ برغم توفير والده لجميع متطلباته.. وخلال حديثي معه كل ما أتذكره أنني قلت له "!! is it that simple" فرد علي "جداً.. أسهل من ما تتخيل بكثير", أتذكر أن حين حدوث ذلك الموقف كان فكري متحجر ومنغلق ومتعصب ولم أكن بوعيي بالكامل من الأصل.. حينها كنت أرى كل وأي شخص يتحدث إليَّ ليس هو إلا عميل للعصابة المتآمرة عليَّ فلا أعير أي شخص ذرة إهتمام.. كانت تلك النظرة بالإضافة إلى نظرتي السوداوية الناتجة من رفضي للحياة وحياتي التي قادتني لأخذ الجرعة الزائدة,

 

لا أتذكر أنني كنت بذلك الفكر في غير تلك الحالة التي لم أكن فيها بكامل قواي العقلية.. ما كان الدرس إلا أن كشف الغطاء الذي وضَعتْه سنين متراكمة من عدم الوصول لغاية جوهرية مُراده, أتذكر أنني بعد حديثي مع أحمد خرجت وكل ما قمت به غيرت نظرتي لكل شي من ضد إلى مع.. ووجدت نتيجة إيجابية.. وذهلت.. أن كيف كنت أنظر بتلك النظرة !! هل ذلك يعني أن حياتي كلها كنت أنظر من زاوية وهمية خلقتها مشاعري !! قررت أن لا أعير أي فكرة من أفكاري أي إنتباه وأضرب بكل الأفكار كيفما كانت عرض الحائط…

 

~

 

عرض الحائط..

 

IMG_20160430_1115486

 

إستيقظت بوعي أكثر قليلاً من وعيي في ذلك الموقف ووجدت نفسي في غرفة من الواضح أنها في مستشفى لأن محلولاً كان متصل بيدي وبجانبي طاولة عليها علاجات ولا أحد بالغرفة سواي وهواتفي على طاولة قريبة من السرير بجانبي الأيمن.. رن هاتفي الجوال نظرت لأعرف المتصل لكن كان ظاهر على الشاشة رقم فقط دون إسم, فأجبت والهاتف على أذني:

 

أنا: ألو..

المتصل من الواضح أن معه جهاز آخر عندما تحدثت شغَّل صوت من الجهاز الآخر وكان صوت تسجيل آلي: أنت تختار طريقة موتك.. لقد كان الملك سلمان كولونيل إختار الموت بطريقة شنيعة كما فعل السفيرالـ..

 

لم  أكمل سماع التسجل وأغلقت الخط, الدرس الذي لا أعلم كيف أتذكره برغم عدم حضور كامل وعيي كان درس ثمين.. فقررت أن يكون أوائل الدروس التي سأكون ملتزماً بها, فضربت بالمكالمة ومن إتصل وما سمعت عرض الحائط…

 

~

 

عرض الحائط..

 

cat-465x309

 

إقتنيت قطة شيرازية سوداء اللون,, وأحضرتها المنزل.. ورأيتها تمشي في طرقات المنزل وأنا خلفها, تجمع أهل البيت جميعهم ورأوها وأعجبتهم, إستيقظت بعد ذلك.. وفي ذاك اليوم شككت هل قمت بذلك قبل أن أدخل المشفى أم كان حلماً أم هلوسة أم ماذا…!؟ عندما جائت أمي سألتها هل حدث ذلك !؟ فقالت أنت لم تخرج من المشفى بعد يا عبدالله ولم تقم بذلك قبل دخولك.. فسألتها فوراً هل أحمد معروف أن إبنه عبدالرحمن مُرهِق وطلباته وإحتياجاته كثيرة !؟ فأجابت بنعم وهذا الأمر لا يخفى على أفراد الأسرة.

 

إطمأن قلبي أن ذاك الدرس لم يكن خرافه.. زارني أحمد ذلك اليوم وسألته حتى يطمإن قلبي أكثر:

 

أنا: أحمد أريد أن أسألك سؤال…

أحمد: تفضل..

أنا: أريد معرفة المكان الذي كنا فيه وقلبت موازين كل أفكاري !؟ وجعلت كل أفكاري تسلك طريق مختلف !؟ هل حدث ذلك من الأصل !؟

أحمد: حدث في مستشفى الحرس الوطني..

أنا: لا يمكنني أن أتذكر فكل ما حاولت لا أرى إلا مزيج من الألوان الشمسية والضباب !!

أحمد: طبيعي جدا.. أنت تحت تأثير العلاجات,,

 

شعرت بأنني لم أستعيد كامل قواي العقلية بعد.. لكن بدأ ذلك بالفعل.. لكنني واعي بأني لست واعي بشكل كامل.. فقررت أن أضرب بكل شئ عرض الحائط.. لا أكون متأكد منه ولا شاك.. مجرد أمر معلق إن تذكرته تذكرته.. وإن نسيته حياتي ليس متوقفة على شئ.

 

~

 

عرض الحائط..

 

لقد حل عني الكثير من الشكوك عرض الحائط, وأعتقد أنني سأسير على ذلك النهج كثيراً.

LIBS

أَوَآنُ..الآنْ...!!

اترك تعليقاً